أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لتخفيف معايير كفاءة استهلاك الوقود (Fuel Economy Standards) التي كانت قد فرضتها الإدارة السابقة، مع خفض متطلّبات متوسط استهلاك الوقود المطلوب من سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة. بحسب الخطة الجديدة، سيصبح المتوسّط المستهدف حوالي 34.5 ميلاً لكل غالون بحلول سنة الطراز 2031، بدلًا من حوالي 50.4 ميلاً للغالون كما كان محدَّدًا سابقًا.
أوضح البيت الأبيض أن هذا التغيير يهدف إلى جعل السيارات — التي تعمل بالوقود التقليدي — أكثر قدرة على المنافسة من حيث السعر، وتخفيف الأعباء على شركات التصنيع، مؤكّداً أن المعايير السابقة كانت «ضد الاقتصاد» كما وصفها. تم خلال الإعلان حضور مسؤولين تنفيذيين من كبار شركات صناعة السيارات، مما يعكس تأييدًا من قطاع الصناعة لهذه الخطوة.

دوافع القرار وتأثيره المحتمل
- تؤكّد الإدارة أن تخفيف المعايير سيخفض تكلفة تصنيع السيارات، مما قد يقلّل من سعر الشراء للمستهلكين، ويسمح بإتاحة سيارات جديدة لعدد أكبر من المواطنين.
- من جهة شركات السيارات، يُوفّر القرار مرونة في التصميم والإنتاج — خصوصاً لموديلات تعتمد على محركات احتراق داخلي (بنزين/ديزل) — دون أن تُجبر على تحقيق مستويات عالية من كفاءة الوقود أو دفع غرامات إن لم تستوفِ متطلبات صارمة.
- يعتقد مؤيدو القرار أن هذا من شأنه دعم الصناعة المحلية، الحفاظ على الوظائف، وجعل السيارات «مُعقولة السعر» في ظلّ ضغوط اقتصادية على المستهلكين.
المخاوف والانتقادات من البيئة والجوانب الصحية
- يرى معارضو القرار أن تخفيف معايير كفاءة الوقود يعني زيادة في استهلاك البنزين، ما يؤدي إلى ارتفاع في انبعاثات الغازات الملوّثة والضارّة مثل ثاني أكسيد الكربون وملوّثات الهواء.
- يُخشى أن يُضعف هذا القرار الزخم نحو السيارات الكهربائية والهجينة، ويقلّل الحافز على الابتكار في تقنيات صديقة للبيئة، خصوصًا أن عدداً من جهات التصنيع استثمرت بالفعل في الانتقال نحو الطاقة النظيفة.
- قد تتفاقم آثار التلوث خصوصاً في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، ما يعرض الصحة العامة لمخاطر أكبر ويضر بجهود مكافحة التغير المناخي.
ماذا يعني هذا للمستهلك العادي؟
- من المحتمل أن يرى المستهلك أسعاراً أسفل للسيارات الجديدة العاملة بالبنزين/الديزل في الفترة القادمة، مقارنة بالموديلات التي تُجبر على التقيّد بمعايير صارمة.
- على المدى القصير، قد يبدو القرار مفيدًا من ناحية التكلفة والراحة، لكن على المدى الطويل، قد يدفع المستهلك ثمنًا أكبر بـ “تكلفة بيئية وصحية” — من خلال التلوث واستهلاك الوقود الزائد.
- لمنتجي السيارات التقليدية، يمثل القرار فرصة لاستمرار تصنيع سيارات ICE أو الهجينة بسهولة أكبر. أما لمتابعي مستقبل السيارات الكهربائية، فقد يعني القرار تباطؤًا في الانتقال إلى السيارات النظيفة.
ختاماً
قرار إدارة ترامب بتخفيف معايير كفاءة الوقود يعكس تحولًا واضحاً في سياسة النقل والصناعة في الولايات المتحدة — من التركيز على الكفاءة البيئية والانتقال للطاقة النظيفة، إلى تسهيل إنتاج وشراء سيارات الوقود التقليدي. هذا القرار قد يخفّض من تكلفة سيارات جديدة لبعض المستهلكين، لكنه يثير تساؤلات جدّية حول التوازن بين الاقتصاد، البيئة، والصحة العامة في مستقبل النقل.
