
مسيرة فريدة لطراز «سول»
بعد حياة امتدت 16 عامًا من الابتكار والتميز، أعلنت كيا أنها ستوقف إنتاج كيا سول (Kia Soul) خلال أكتوبر 2025، بعد أن حقق مبيعات تجاوزت 1.5 مليون وحدة في السوق الأمريكية وحدها.
لقد كان هذا الطراز بمثابة أيقونة في تشكيل هوية كيا؛ بدا كشذوذ بصري عند إطلاقه، لكنه سرعان ما أصبح عنصرًا مؤثرًا في تحول صورة العلامة الكورية حول العالم.
منذ ظهوره في عام 2009، تميّز سول بتصميمه الصندوقي الفريد والمختلف عن الصيحات المستديرة السائدة في فئة السيارات الصغيرة، وهو ما جعله يبرز بين المنافسين كطراز جريء ومبتكر.
ووفقًا لفريق التصميم في كيا أمريكا، استُلهمت أشكال السيارة في بداياتها من فكرة “خنزير بري يحمل حقيبة ظهر” (boar with a backpack) لتعكس التوازن بين القوة والوظيفية دون التضخم الزائد.
الحملة الإعلانية وأثرها في العلامة
لم يكن تصميم سول وحده ما يجذب الانتباه، بل أيضًا الحملات الإعلانية التي اعتمدت على شخصيات الهامستر المتحركة، والتي جسّدت السيارة كمنصة موسيقية محبوبة، مع مقاطع موسيقية مثل Black Sheep وLMFAO. هذه الحملة أصبحت علامة مميزة في تاريخ الإعلان لتبيع مفهوم السيارة بروح مرحة ومتفردة.
واقع المبيعات والقرار الأخير
رغم الشهرة التي اكتسبها الطراز، إلا أن مبيعاته لم تعد في ذروتها. ذروة المبيعات كانت في 2015، لكن منذ ذلك الحين لم تعُد الأرقام كما هي.
الآن، لدى عدد قليل من سيارات سول المتبقية في معارض التوزيع، ولكن الكمية ضئيلة مقارنة بالماضي.
أشار إريك واتسون، نائب رئيس المبيعات في كيا أمريكا، إلى أن سول لعبت دورًا محوريًا في تمكين كيا من تحقيق حضور أقوى في السوق الأمريكية، قائلًا:
“ساعدت حملة سول الفريدة وتصميمها المميز كيا على الانتقال إلى الموضع الذي تحتله اليوم.”
كما أكّد أن الشركة فخورة بإرث سول، ومتحمّسة للمستقبل الذي ستشكّله تشكيلة سيارات كيا من فئة الـSUV، والتي ستأخذ دورًا محوريًا بعد خروج سول.
نهاية وُعد بمستقبل جديد
مع توديع كيا سول، تغلق الشركة فصلًا من تاريخها، حيث كان الطراز أكثر من مجرد سيارة — لقد كان تجربة تصميم وسمة تسويقية فريدة.
لكن رحيل سول يأتي في لحظة استراتيجية أيضًا، حيث تركز كيا بقوة على التوسع في فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) والمركبات الكهربائية، في إطار التحول الأوسع نحو مستقبل أكثر نظافة وتكنولوجيا.