بعد مسيرة امتدت لأكثر من عقد من الزمن، أعلنت شركة فيات (Fiat) رسميًا عن نهاية إنتاج طرازها الشهير تيبو (Tipo) في تركيا بحلول 30 يونيو 2026، ليُغلق بذلك فصلٌ طويل من تاريخ سيارات السيدان والهاتشباك المدمجة في أوروبا والأسواق الناشئة.
نهاية مشوار طويل
بدأت فيات إنتاج تيبو في عام 2015 عبر شراكتها مع شركة Tofaş التركية، حيث قُدِّم الطراز بعدة نسخ: سيدان، هاتشباك، وواجن (Estate)، قبل أن تحصل في عام 2020 على تحديث منتصف العمر أضاف إليها إصداراً كروس أوفر بطابعٍ مائلٍ نحو سيارات الـSUV.
ورغم أن الشركة كانت قد خططت لإيقاف الإنتاج في ديسمبر 2025، فإن الاتفاق الأخير مع Tofaş منح السيارة تمديداً قصيراً للعمر الإنتاجي حتى منتصف 2026، في محاولة لتلبية الطلبات المتبقية وضمان انتقالٍ سلس للمرحلة التالية من خطة فيات.
نموذج تجاوز التوقعات
طوال 11 عاماً من الإنتاج، أثبتت تيبو أنها سيارة عملية واقتصادية تلبي احتياجات الأسواق الناشئة والمتوسطة، مع تصميم بسيط وخيارات متنوعة للمحركات تتراوح بين البنزين والديزل، ثم لاحقًا نظام هايبرد خفيف (Mild-Hybrid) أُضيف لتتماشى مع المعايير البيئية الأوروبية الجديدة.
وقد بلغ عدد السيارات المنتجة في مصنع بورصة التركي نحو 700 ألف وحدة تم تصديرها إلى عدد من الأسواق حول العالم، تحت اسم Egea داخل تركيا، مما يجعلها أحد أنجح طرازات فيات الحديثة في فئتها.
لا خليفة مباشر… بل توجّه جديد
رغم نجاحها النسبي، قررت Stellantis — الشركة المالكة لفيات — عدم تمويل جيلٍ جديد من تيبو، إذ ترى أن مستقبل العلامة بات أكثر ارتباطًا بخط إنتاج باندا (Panda).
وتعمل فيات حاليًا على توسيع عائلة باندا لتشمل Pandina صغيرة الحجم وGrande Panda الأكبر، إلى جانب نسخة SUV وكروس فاستباك من المنتظر طرحهما بحلول عام 2027.
النسخة الرياضية متعددة الاستخدامات القادمة يُتوقع أن تكون بديلة غير مباشرة لتيبو كروس، مع الحفاظ على الشخصية الاقتصادية التي ميّزت تيبو، مستفيدة من منصة Smart Car المشتركة مع طرازات Citroën C3 Aircross وOpel Frontera، مع خيارات من محركات البنزين والهايبرد والكهرباء الكاملة.
ختاماً
برحيل فيات تيبو في 2026، تطوي الشركة صفحة مهمة من تاريخها في فئة السيارات المدمجة. ورغم غياب خليفة مباشرة، يبدو أن روح تيبو ستستمر في طرازات باندا الجديدة التي تمزج بين الاقتصاد العملي والتصميم العصري، لتواكب التحولات الكبرى في صناعة السيارات نحو الكهربة والاستدامة.
