في مؤتمر عالمي للطاقة والبطاريات أقيم مؤخّراً في مدينة سيتشوان الصينية، أعرب كبار خبراء شركات البطاريات والصناعات التكنولوجية في الصين عن تخوّفهم من المبالغة في التفاؤل بشأن موعد توفر بطاريات الحالة الصلبة على نطاق واسع. فبينما يواصل المستثمرون ضخّ الأموال في هذا المجال، يرى هؤلاء القادة أن الطريق أمام الانتشار التجاري لا يزال طويلاً.
تحديات فنية كبيرة
أحد كبار مسؤولي منصة بحثية متخصصة في بطاريات الحالة الصلبة وصف التقنية بأنها ما زالت تمر بمرحلة “بحث طويل الأمد”. وقال إن هناك حاجة لمزيد من العمل في الجوانب العلمية، وتصميم المعدات، وتحسين العمليات الإنتاجية قبل أن تصبح هذه البطاريات جاهزة للتصنيع الشامل.
توقعات متحفظة لصناعة السيارات
رئيس شركة طاقة كبيرة أكد أن تركيب بطاريات صلبة في بعض السيارات الاختبارية قد يكون ممكنًا بحلول عام 2027، لكن الإنتاج الضخم سيحتاج إلى خفض تكلفة الإنتاج وبناء سلسلة توريد متطورة، لذا من المرجّح ألا يبدأ قبل عام 2030.
من جهة أخرى، أشار مسؤول بارز في شركة سيارات صينية إلى أن سيناريو عام 2030 لإطلاقها بصورة كبيرة هو “الأكثر تفاؤلاً” فقط، وأن موعدًا مثل 2035 قد يكون أكثر واقعية، نظراً للعقبات التقنية التي ما زالت تعيق التوجه إلى الصلبة بالكامل.
التوازن بين التكنولوجيا الحالية والجديدة
في الوقت ذاته، لا يجزم خبراء الصناعة أن المستقبل سيكون محصورًا في البطاريات الصلبة فقط. يعتقد البعض أن البطاريات شبه-الصلبة (Hybrid) يمكن أن تكون خطوة انتقالية مهمة، حيث تجمع بين فوائد الأمان من الحالة الصلبة وكثافة الطاقة من البطاريات السائلة.
كما يرون أن تقنيات البطاريات السائلة التقليدية أو شبه الصلبة لا تزال خيارًا ممتازًا للمشترين الحاليين، خاصة لعربات كهربائية من الجيل القريب، طالما أنها تقدم أداء جيدًا وتطورات مستمرة في الكثافة والطاقة.
دعوة للابتكار المستدام
رؤساء جمعيات صناعية في الصين دعوا إلى مواصلة الابتكار في جميع أنواع البطاريات، وليس الاقتصار على الصلبة فقط. فهم يؤكدون أن الأمان والكثافة العالية للطاقة مهمان، لكن العقبات التي تواجه الحالة الصلبة، مثل التكلفة وسلسلة التوريد، تستدعي استمرار التركيز على حلول بينية تكنولوجيا ومتاحة الآن.
ختاماً
على الرغم من الضجيج الإعلامي والتطلّعات الكبيرة حول بطاريات الحالة الصلبة، فإن كبار اللاعبين في صناعة البطاريات الصينية يطالبون بتبني منظور أكثر واقعية. وفقاً لتقديراتهم الحالية، فإن الإنتاج التجاري الواسع النطاق لهذه التقنية قد يتأجّل إلى ما بعد عام 2030، مما يذكّر الجميع بأن الابتكار التقني يحتاج وقتاً وجهداً كبيراً قبل أن يتحول إلى واقع يومي في سياراتنا الكهربائية.
