أعلنت شركة فورد موتور كومباني عن تغيير جذري في استراتيجيتها الإنتاجية يهدف إلى تحسين الربحية وتقليل الخسائر المتراكمة، خاصة في قسم السيارات الكهربائية، بعد أن واجهت الشركة صعوبات في تحقيق عوائد كافية من بعض المشاريع السابقة.
هذا التحول يجمع بين تقليص مجموعات المركبات التي لا تحقق أرباحًا كافية، وإعادة تركيز الموارد على الفئات التي تُدرّ عائدًا أفضل، مثل المحركات التقليدية عالية الكفاءة، وأنظمة الهجين، والمركبات الخدمية الثقيلة.
لماذا تجري فورد هذا التحوّل؟
رغم أن فورد شهدت نموًا في بعض فئاتها التقليدية مثل سلسلة الشاحنات الثقيلة والمركبات التجارية، فإن قسم المركبات الكهربائية بالكامل (EV) واجه خسائر مالية كبيرة على مدى السنوات الماضية، ما دفع الإدارة إلى مراجعة استراتيجيتها بشكل شامل. المدير التنفيذي للشركة صرّح بأن الاستمرار في تخصيص الأموال لنماذج لم تكن مربحة في السوق الأميركية — بسبب ضعف الطلب وارتفاع التكلفة — لم يعد مجديًا، وأنه من الأفضل إعادة توجيه الاستثمارات نحو ما يطلبه المستهلك فعليًا في الوقت الحالي.
ماذا يشمل التخفيض في التشكيلة؟
التغييرات الاستراتيجية تقضي بـ:

1. وقف أو تعديل بعض السيارات الكهربائية الكبيرة
قررت فورد إيقاف إنتاج بعض الطرازات الكهربائية بالحجم الكبير التي لم تحقق أرباحًا — حتى لو كانت مشهورة أو حظيت ببعض الشعبية الأولية. هذا يشمل إيقاف الإنتاج الحالي لشاحنات مثل F-150 Lightning الكهربائية بالكامل وتحويلها إلى نسخة هجينة بمدى ممتد تعمل بمحرك احتراق داخلي صغير لتوليد الطاقة للبطارية أثناء الرحلة.
2. إعادة التركيز نحو السيارات الهجينة والمختلطة
بدلاً من التوسع غير المربح في المركبات الكهربائية بالكامل، وضعت فورد تركيزًا أكبر على تطوير المركبات الهجينة (Hybrid) التي تجمع بين محرك احتراق وبطارية كهربائية، باعتبارها خيارًا وسطًا أكثر جاذبية للمستهلكين من حيث السعر والفعالية.
3. إلغاء بعض المشاريع المخطط لها
بعض المشاريع التي كانت تحت التطوير، مثل فان تجاري كهربائي بالكامل للسوق الأميركية والأوروبية، تم إلغاؤها أو تأجيلها لصالح نماذج تعتمد على الوقود أو الهجين، ضمن خطة تقليل التكاليف.
ما الذي تغيّر في سوق السيارات؟
السبب وراء هذا التحول ليس فورد وحدها، بل تغيّر شامل في طلب العملاء والظروف التنظيمية في السوق الأميركية:
- تراجع الحوافز الحكومية التي كانت تشجّع شراء السيارات الكهربائية.
- ارتفاع تكلفة تصنيع البطاريات والمركبات الكهربائية مقارنة بالهيكل الربحي المطلوب.
- استمرار تفضيل بعض المشترين للمركبات التقليدية أو الهجينة لما توفره من مرونة وكفاءة في التكلفة.
هذه العوامل مجتمعة جعلت فورد تعدّل استراتيجيتها لتقليل المخاطرة المالية والتركيز على الفئات نفسها التي تحقق لها عائدًا أفضل.
تأثير الخطة على العمالة والتوظيف
ضمن نفس التحوّل، أعلنت فورد أيضًا عن تعديلات في بعض المصانع ووحدات الإنتاج. ففي ألمانيا، على سبيل المثال، هناك خطط لتقليل عدد العمال في مصنع الكهرباء بسبب ضعف الطلب مقارنةً بالتوقعات السابقة. هذه التدابير تأتي في سياق سعي الشركة لتقليل التكاليف وتحسين الكفاءة الإنتاجية.
ماذا يعني هذا للمستهلكين والأسواق؟
- قلة بعض الطرازات الكهربائية الكبيرة أو تأجيلها قد يجعل خيارات السيارات الكهربائية من فورد أقل في المدى القصير في بعض الأسواق.
- زيادة التركيز على الهجين والمركبات التقليدية المُحسّنة يعني أن هناك احتمالًا لظهور سيارات جديدة أكثر كفاءة وأقل تكلفة للمشترين الباحثين عن قيمة مقابل السعر.
- إعادة توزيع الموارد قد تُحسن الربحية وتدعم بقاء فورد كمنافس قوي في الأسواق التقليدية والمركبات التجارية.
ختامًا
قرار فورد بتقليص بعض أجزاء تشكيلتها وتحويل تركيزها إلى أكثر الفئات ربحية يُظهر كيف تغيرت ديناميكيات صناعة السيارات في 2025. في ظل ضعف الطلب النسبي على السيارات الكهربائية الكبيرة وزيادة الكلفة التشغيلية، اختارت الشركة العودة إلى الأساسيات — المركبات التي تعرف أنها تحقق أرباحًا وتستجيب لطلب السوق الفعلي — بينما تستمر في تطوير نماذج كهربائية أصغر وأرخص تكلفة في المستقبل.
هذا التحوّل يُعدّ مثالًا على كيفية تعامل شركات السيارات الكبرى مع ضغوط الاقتصاد العالمي وتوقعات المستهلكين المتغيرة، ويشير إلى أن منظور الربحية أصبح الدافع الرئيسي في تحديد أي الطرازات تستمر وأيها يُعاد التفكير فيه.






