تتجه شركتا رينو ونيسان إلى إعادة إحياء التحالف التاريخي بينهما بعد فترة من الاضطرابات وإعادة الهيكلة، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة تشير إلى وجود محادثات جادة بين القيادات التنفيذية لدى الجانبين بهدف إعادة صياغة التعاون الاستراتيجي بين الشركتين.
مرونة جديدة في هيكل الملكية
أحد أبرز التطورات في المحادثات هو اتفاق الشركتين على تخفيض نسب الملكية المتبادلة من 15% إلى 10% لكل طرف، وهو ما يمنح الطرفين حرية أكبر في التحرك المالي والاستثماري، ويبتعد بالتحالف عن الصورة التقليدية التي اتسم بها سابقًا.
تحركات صناعية مهمة
كما تخطط رينو للاستحواذ الكامل على المصنع المشترك في مدينة تشيناي بالهند، ما يمنحها سيطرة أكبر على عمليات التصنيع في أحد أهم أسواق السيارات نموًا. في المقابل، لم تعد نيسان ملزمة بالاستثمار في وحدة السيارات الكهربائية التابعة لرينو، لكنها ستستمر في التعاون على تطوير سيارة كهربائية صغيرة من تصميم رينو.
قيادة جديدة وتجدد في الرؤية
التحالف المحتمل يتزامن مع تغييرات قيادية مهمة في نيسان؛ إذ يظهر الرئيس التنفيذي الجديد، إيفان إسبينوزا، انفتاحًا على تعزيز العلاقات مع رينو. من جانبها، تبدي رينو بقيادة فرانسوا بروفوست رغبة واضحة في الدفع نحو شراكة حديثة تعتمد على التعاون في المشاريع الاستراتيجية ذات القيمة العالية.
ماذا يعني هذا التحرك؟
- لنيسان: يمثل التحالف دعماً ماليًا وتشغيليًا مهمًا خلال فترة إعادة الهيكلة، ويتيح لها الاستفادة من خبرات رينو الصناعية والتكنولوجية.
- لرينو: يضمن استمرار التعاون في مجالات التطوير والإنتاج دون الاضطرار إلى التزامات مالية مرهقة، خاصة مع توسعها في مجال السيارات الكهربائية.
نموذج تحالف أكثر مرونة
تشير المؤشرات إلى أن رينو ونيسان تسعيان إلى تحويل التحالف من نموذج الارتباط المالي الوثيق إلى شراكة أكثر مرونة ترتكز على المشاريع الاستراتيجية المشتركة — وهو توجه يعكس روح العصر في صناعة السيارات التي تشهد تحولات كبرى نحو الكهرباء والبرمجيات والتقنيات الجديدة.
ختاماً
يبدو أن التحالف بين رينو ونيسان يستعد لمرحلة جديدة قد تعيد إليه بريقه السابق، ولكن بأسلوب مختلف وأكثر توافقًا مع متطلبات السوق العالمية الحديثة. وإذا نجحت إعادة الهيكلة، فقد ينعكس ذلك إيجاباً على الابتكار، وتكلفة الإنتاج، وانتشار الطرازات الجديدة في الأسواق العالمية، ومن بينها أسواق الشرق الأوسط.
