شهد أحد أحياء مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية حادثة طريفة ومثيرة للجدل في عالم السيارات الذاتية القيادة، عندما علقت ثلاث سيارات روبوتاكسي من Waymo في نهاية شارع ضيق بشكل لم تستطع فيه أي منها الخروج بمفردها.
بدأت القصة عندما اتّجهت ثلاث سيارات Waymo — بدون سائق بشري خلف المقود — في شارع مسدود. في البداية، وصلت السيارات إلى موقعها كما هو متوقع من نظام ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لكن في مرحلة المغادرة حدثت أزمة: اثنتان من السيارات اصطدمتا خفيفًا ببعضهما البعض، ما خلق عرقلة في منتصف الشارع، بينما توقفت الثالثة خلفهما في وضع لا يسمح لها بالالتفاف أو التحرك إلى الخلف.

نتيجة لذلك، توقّفت الحركة بالكامل في الشارع، حيث لم تتمكن أي من السيارات الروبوتية من إيجاد مسار خروج واضح في خريطة الشارع الضيقة. وعلى الرغم من أن البرمجيات المتقدمة لهذه السيارات صُمِّمت للتعامل مع مواقف معقدة في الحركة المرورية، بدا أن هذا السيناريو بالذات تسبب في “رصّ” السيارات الثلاث بطريقة تجعل الخروج الذاتي غير ممكن.
في نهاية المطاف، تدخل مهندس بشري من فريق Waymo وتمكّن يدويًا من توجيه السيارات أو إزالة العائق، مما أتاح للمركبات الخروج من الشارع واستعادة الحركة في الحي المتضرر.
ماذا يعكس هذا الحادث عن تكنولوجيا السيارات الذاتية؟
الحادث أثار العديد من النقاشات حول مدى تقدم تقنيات القيادة الذاتية، ومدى اعتمادها الحقيقي على الذكاء الاصطناعي في التعامل مع مواقف غير معتادة:
أولاً، الذكاء الاصطناعي لا يزال يتعلّم
رغم سنوات التطوير والتجارب الحية، تثبت مثل هذه الحوادث أن أنظمة السيارة الذاتية يمكن أن تتعثر في مواقف تضمنت تغيُّرات مفاجِئة أو ازدحامًا غير متوقع. الذكاء الاصطناعي قد يتعرّف على الشارع ويصل إليه بنجاح، لكنه يحتاج في أحيانٍ كثيرة إلى بيانات إضافية أو تدخل بشري حين تخرج الأمور عن السياق القياسي الذي تدربت عليه السيارة.
ثانيًا، التدخل البشري لا يزال ضروريًا
في هذه الحالة، ساهم وجود فريق دعم بشري في النهاية في حل المشكلة، ما يؤكد أن الطرق أمام الانتقال الكامل إلى القيادة الذاتية التي لا تحتاج لأي تدخل بشري لا تزال بعيدة نسبيًا. السيارات الذاتية تعتمد في كثير من الأحيان على دعم بشري عن بُعد أو في الموقع لحل المواقف المعقدة التي لا تستطيع البرمجيات التعامل معها وحدها.
ثالثًا، الذكاء الاصطناعي ممتاز في الأمور المتوقعة، لكنه قد يقف عاجزًا أمام غير المتوقَّع
القدرة على تحديد مسار الوصول إلى وجهة معيّنة لا تضمن بالضرورة القدرة على التعامل مع خروجٍ عن المألوف — مثل شارع ضيق لا يسمح بالتراجع أو البيان المفاجئ لحركة أخرى أمام السيارة. هذه النوعية من الحالات تُظهر أن الخوارزميات تحتاج دائمًا إلى تحسينات إضافية لمعالجة المواقف الديناميكية المعقدة.
ختاماً
حادثة الطريق المسدود في سان فرانسيسكو تُبرز حقيقة مهمة: بينما تقود السيارات الذاتية مثل Waymo تطوّرًا تقنيًا غير مسبوق في التنقّل الذكي، فإنها لم تصل بعد إلى مرحلة الكمال الكامل في التعامل مع كل الظروف الواقعية. تدخل البشر لإخراج السيارات من مأزقها يعكس دور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية، لكنه لا يزال محتاجًا للمراقبة والتوجيه البشري في لحظاتٍ معيّنة.
هذه الحادثة ليست نكتة تقنية فحسب، بل تنبيهٌ واضح بأن عالم السيارات الذاتية في طور النمو، وأن التوازن بين الذكاء الاصطناعي والتدخل البشري سيبقى جزءًا من نقاشات صناعة النقل في السنوات القادمة.




